[the_ad id="40345"]
قصص وعبر

قصص وعبر من الحياة معبرة للغاية

علينا أن نوقن جميعا بأن قراءة قصة سواء أكانت قصيرة أو حتى طويلة تساعدنا على الخروج من حياتنا الخاصة والذهاب إلى حياة أشخاص آخرين والغوص بداخلها، ومن أجمل ما قيل في هذا الباب تحديدا من كلام العقاد رحمه الله تعالى “أنا أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيني”.

إن قراءة القصص القصيرة (قصص وعبر) تعطيك ملايين الفرص للاستفادة من تجارب الآخرين وأخذ أجمل ما فيها وتجنب أخطائهم، وذلك يتمكن المرء منا اجتياز حياة الآلاف بمجرد قراءة قصصهم والعمل بما جاء بها.

والأهم علينا التعامل بأن القراءة غذاء العقل، ولا يمكننا أن نحيا أسوياء إلا بمتعة القراءة وتغذية عقولنا والسمو بها لأرقى المراتب.

القصـــــــــــــــــة الأولى:

يحكى أنه في قديم الزمان سافر طالب للعلم لإحدى المدن الشهيرة آنذاك، وعندما شعر بمدى حبه للمدينة التي حل بها واستأنس بأهلها قام بشراء دار ووضع فيه من الأثاث ما يحتاج إليه، وكان يوزع وقته بالتساوي بين العمل والدراسة، ولكن هذا الأمر جعله لا يجد وقتا للأعمال المنزلية، فكان لا وقت لديه للطبخ والغسيل والتنظيف وما شابه هذه الأمور.

قرر الشاب شراء جارية تعمل على القيام بأموره المنزلية، ذهب الشاب لسوق النخاسة وبدأت عملية البحث عن الأنسب للمهمة من بينهن جميعا، وقعت عيني الشاب على جارية حسناء جميلة وجهها كالبدر ليلة اكتماله وجسدها كالمهرة، عجز الشاب عن صرف عينيه عنها من شدة جمالها، فتقدم لشرائها.

وبعد المفاوضات دف الشاب السعر وكتب صك البيع، وحينما تهيأت الجارية للانصراف والرحيل مع سيدها الجديد، فجأة ودون أية مقدمات تعاملت بطريقة غريبة لكل الناظرين، عادت للنخاس الذي باعها للتو وصفعته على وجهه بقوة كادت أن تفتل حنكه!

جحظت عيني النخاس في ذهول من الجميع وترقب لما سيحدث، أراد النخاس الانتقام ورد الصفعة للجارية، وإذا بالشاب يحول بينه وبينها أعلمه بأنها ليست ملكه الآن لكي يتجرأ ويرفع يده عليها، وأنه بات سيدها وولي أمرها.

وإذا بالنخاس يلح عليه في استردادها بأي ثمن يريد حتى وإن كان أضعاف ما اشتراها به، وإذا بالشاب يعلمه أمام الجميع أن جاريته ليست للبيع!

الشاب بحكمة بالغة نصحه بأن يتناسى الموضوع كليا حيث أنه ليس من الراجح أن ينتشر خبر صفعة جارية له فسيصبح حينها أضحوكة للجميع وحديثا متداولا لن يمل الجميع من الحديث عنه ولا الاستماع له.

انطلق الشاب بجاريته لمنزله، وما إن وصلا أعد لها حماما ساخنا فاغتسلت كما أعد لها الطيب فتطيبت، وما إن انتهت من إعداد نفسها وجدته قد أعد لها من أشكال وألوان من الطعام ما لذ منها وطاب، فجلست الجارية بجانب الشاب على طاولة الطعام والتي كانت بمثابة المأدبة تأكل بنهم شديد، كانت تنظر إليه بارتياح شديد وعلى وجهها ابتسامة براءة ما أجملها.

صارت على هذه الحالة وما إن زالت الريبة والاضطراب بينهما سامرته قائلة: “لماذا لم تسألني عن سبب صفعي للنخاس؟!”

فأجابه الشاب بهدوء تام: “لقد علمت الجواب ولم أنتظره، ولا أعتقد أنكِ صفعتيه إلا انتقاما منه لا تعديا عليه”.

فقالت له الجارية: “أصبت، ولكن هل علمت لما كان الانتقام منه؟!”

فأجابها الشاب قائلا: “حرة واستعبدت، وأريد بها أن تروض فما روضت فعذبت وأوذيت”.

ذهلت الجارية من رده وقالت: “أصبت والله ما رأيت طوال حياتي امرئ مثلك، ولكنك كيف أصبت كل هذا؟!”

فأجابها الشاب قائلا: “علم به انتفعت وأصل به ارتفعت وخلق له رجعت”.

فأجابته الجارية قائلة: “وهل ثلاثتهم أعلموك عن وجع الرق وذل العبودية؟!”

فقال الشاب في الحال دون تردد: “اذهبي فأنتٍ حرة”.

خرجت الفتاة من منزله وكانت بذلك أصبحت حرة وما لبثت حتى عادت إليه ومعها شيخ وشاهدين، وما إن رأت الشاب فقالت له: “حمقاء من عرفتك وفرطت بك، وإني قد زوجتك نفسي”.

وللمزيد من قصص وعبر مفيدة من الحياة يمكننا من خلال: قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”

القصـــــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــة:

انتشرت إشاعات بأن المرأة التي باتت أيقونة الفكر النسوي ورأس الحربة للفكر الغربي بمصر الحبيبة بعدما قامت بتحريض نساء مصر جميعهن فاقدات العقل منهن على التمرد على أزواجهن وألا يطعنهن بدافع المساواة والحرية للمرأة واستقلالها، لقد تسببت كلماتها والتي كانت في سياق النصائح التي تقدمها للنساء على حد قولها بالكثير من حالات الطلاق وخراب الكثير والكثير من البيوت، إذا بها تتزوج من رجل أعمال ثري للغاية، والمفاجأة بأنه رجل متزوج ولديه أبناء غير أبهة بكل كلماتها طيلة سنوات عملها، وأنها شخصية ضد التعدد، وأنها كانت تدعو جميع النساء ألا يقبلن الزواج برجل متزوج من امرأة أخرى، وأنها ضد فكرة زواج الزوج على زوجته!

الأهم من كل ذلك أنها من كانت تنادي على الدوام بألا تقبل الزوجة تحكمات زوجها بحياتها الشخصية، فباتت هي أول من التزمت بنقيض كلامها ونصحها أول ما أتتها الفرصة، فقد ضربت بمسيرتها المهنية عرض الحائط وقبلت بشرط زوجها بتركها لعملها.

إن تناقضها أكبر دليل تأكيدا على صحة أن الفكر النسوي ما هو إلا عبارة عن وهم هدام لن توافق من تنادي به على نفسها ولكن تنصح به غيرها!

وأن ساعة الاختبار ستضرب بكل كلامها وأهدافها ومبادئها عرض الحائط من أجل مصلحتها، وتبقى الكثيرات فاقدات عقولهن يعانين من خراب بيوتهن بسبب اتباعهن لنصائح هدامة من تفوه بها ضرب بها عرض الحائط مع أول اختبار!

وللمزيد من القصص والعبر يمكننا من خلال: 3 قصص وعبر في القران الكريم من أجمل القصص للعبرة والعظة

وأيضا من خلال: قصص وعبر قصيرة تويتر قصة الشاب الصالح وتاجر المخدرات وقصة المزارع الكسول

 

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى