[the_ad id="40345"]
قصص حب

قصص حب مؤلمة بعنوان لن أسامحك!

إن كرامة الزوجة من كرامة زوجها، بأن يحافظ على مشاعرها أمام كل المحيطين بها، وأن يمنع عنها أي تعدي  بأي شكل من الأشكال وأيا كان أسلوب هذا التعدي، بأن يجعل زوجته في نفس مكانته إن أذاها أحد فكأنما أذاه هو وإن أهانها أحد فكأنما أهانه هو.

ولكن وبكل أسى هناك نوعية من الرجال لا يجيدون الموازنة بين البر وصلة الرحم الواجبة وبين تقبله الإهانة لبيته سواء أكانت زوجته أم أحد من أبنائه، ويعتقد يقينا ومن داخله بأن زوجته واجب عليها تقبل إهانتها والتقليل من كرامتها أمام أهله من باب البر!

وهناك نوع آخر من أشباه الرجال نجده يتعمد إهانة زوجته أمام أهله سواء من باب تقديم قرابين الولاء والطاعة العمياء لهم، وإما من باب إذلال الزوجة لفرض سيطرة سادية عليها؛ وهذا النوع تحديدا لسنا في حاجة للحديث عنه من الأساس، وهذه الشخصيات من المستحيل أن تكون قادرة على تنشئة بيت سليم، ولن يخرجوا إلا ذرية تعاني من الكثير من الأمراض النفسية التي ل ن تلتئم أبد ما حييت!

إن تحقيق التوازن الأسري مطلوب للغاية، يجب علينا أن نفهم الفارق الجوهري بين البر وصلة الرحم وبين أن تكون سببا في أذى جسيم لزوجتك أو أبنائك لإرضاء الأهل.

القصــــــــــــــــــــــــة:

اتخذت أكبر قرار بحياتها في لحظة ضعف، قررت أن تجعل أهلها من يتولون أمر اختيار الزوج المناسب لها، وعلى الرغم من التماسها لبعض الصفات التي لن تتناسب معها بشخصيتها إلا إنها ضربت بكل ما حدثها عقلها به عرض الحائط وانساقت وراء أهلها وحسب.

تمت خطبتها وخلال أربعين يوم حددوا لها موعد زفافها، كانت تجد عزائها الوحيد في الزواج وبدء حياتها الزوجية لتتناسى بذلك صعوبة الأهوال التي وقعت بقلبها؛ لم تكن تعلم أنها بذلك لن تزيد همومها إلا جبالا من الهموم الزائدة علاوة على همومها القديمة.

كان زوجها يمتلك شخصية ضعيفة مع أهله قوية عليها، على الدوام يهينها أمامهم جميعا لدرجة أنه شجع كل أهله على إهانتها، كانت فتاة متعلمة ولكن ولظروف رغما عنها خرجت من الجامعة، فانساقت وراء كلمات والدتها بالزواج وإنجاب أطفال لتحقيق حلمها بأبنائها.

في بادئ الأمر كانت الفتاة تعتقد أنهم جبلوا على ذلك وأن هذه طريقة تفكيرهم والطريقة التي تربوا ونشئوا عليها، فصارت تقدم الكثير من التنازلات لكيلا تهدم منزلها بيديها، ولكنها سرعان ما تداركت الأمر، فكلما قدمت تنازلات وتساهلت مع حقوقها كلما ازداد الأمر سوء، فقررت أن تأخذ حقها بنفسها وتهمش زوجها كليا كعادته مع أهله.

وقفت لنفسها حائطا منيعا صلدا بينها وبين أهله، فلم تسمح لأحد منهم بإهانتها مجددا، وكلما تحدثت معهم وزجرتهم وجدت زوجها يهينها أمامهم وربنا وصل به الحال لضربها، ولم تكترث بأمره ولازالت تواصل صمودها أمام طغيانهم وظلمهم، ولكنها وصلت لمرحلة أنها ستتخلى عن زوجها نفسه.

بيوم من الأيام ضربها زوجها بقسوة فمر أمام عينيها الأربعة أعوام التي قضتها معه، رأت أمام عينيها كل لحظة ظلمت فيها وكل لحظة أهانها وسبها، رأت فيها مدى تفانيها في خدمتهم جميعا والمقابل الذي تلقته فعوضا عن شعورهم بالامتنان لها، لم تتلقى منهم إلا الجحود والخذلان من زوجها.

كانت قد أنجبت ابنتها، ولأجل ابنتها تمسكت بالحياة وتمسكت بأن تغير من واقعها المرير فقررت الانفصال عن زوجها في الحال، كانت الفتاة لا ترى فيه صفات الرجولة من الأساس، فكيف له أن يكون رجلا وهي لا ترى فيه أمانها وحمايتها من أقرب الأقربين؟!

كيف تجد فيه زوجا لها وهي تجده في كل مرة يضحي بها لأجل أن ينال رضا أهله؟!

كيف تجد فيه رجلا لها وهو يرضى لها ما لا يرضى به على نفسه ومن أهله، أهله من وجب عليه طاعتهم واسترضائهم؟!

وعلى الرغم من كل الإهانة التي تلقتها منه بسبب طلبها الطلاق، ومحاولته غسل دماغها إلا إنها صمدت وأصرت على قرارها، لم يهدأ لها بال إلا حينما وجدت نفسها بأعجوبة بمنزل والديها وبحضنها ابنتها التي أبت تركها في وسط تتغاير فيه كل المعايير التي نشأنا وتربينا عليها بعقيدتنا الشرعية.

ساومته على الخلاص منه النهائي، ونظرتها فيه لم تخيب، إذ أنه ساومها على الطلاق مقابل تنازلها عن كافة مستحقاتها، وافقت على الرغم من رفض أهلها، إلا إنها كانت شوكة في حلق كل من يقف في طريقها هذه المرة.

لقد اكتوت بالنيران ولم يشاركها بآلامها أحد، تحملت الألم وحيدة وها هي الآن تدفع ثمن أخطاء لم تقترفها، وجدت نفسها مسئولة على صغيرها في مجتمع لا يرحم.

اتخذت على عاتقها أن تعلم ابنتها وألا تدع أحدا يتدخل بحياتها أو حياة ابنتها، وعلى الرغم من عروض الزواج المناسبة التي تلقتها إلا إنها رفضتها جميعها، لقد خرجت من تجربتها المريرة بندوب من الممكن ألا تتداوى أبد ما حييت.

إن الظلم ظلمات، وإذا دعتك بيوم ما قدرتك على ظلم أحدهم فتذكر حينها قدرة القادر عليك؛ تدعو الفتاة كلما تذكرت مدى الظلم والقهر والخذلان الذي تعرضت له بأن يذيق من تزوجت به وأهله الويلات في الدنيا والآخرة مثلما فعلوا بها يوما.

لم تهنأ بيوم كمثل الفتيات بسنها، لتجد نفسها تحملت مسئولية علاوة على جرح جسيم بقلبها الكسير.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص الحب والرومانسية من خلال:

قصص حب بين الأصدقاء بعنوان استمرار حب طفولي رغم المستحيلات

وأيضا: قصص حب واقعية رومانسية طويلة بعنوان طبيبي الملاك!

 

 

 

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى