[the_ad id="40345"]
قصص وعبر

قصص وعبر بعنوان ومن عرف الله لم يبق له رغبة فيما سواه

قل للذي ظن الحياة تعيسة، ومضى يفتش عن سعادة قلبه لن تستقيم حياة معرض عن ربه حتى يعود إلى ربه.

لا تعبد الله لأجل الرزق، ولا تعبد الله لأجل المنصب، ولا تعبد الله لأجل حظوظك من الدنيا؛ ولكن اعبده لأن عبادته ستوصلك لرضاه، ورضاه غايتك التي ستأتي لك بكل ما تريد.

ودوما تذكر أنك لن تدرك حكمة الله في منعك ما تحب إلا لحظة العوض، وقالوا عن عوض الله سبحانه وتعالى: (إن لم يأتيك ما أردت، سيأتيك ما قد ينسيك كل ما أردت).

القصــــــــــــــــــــــــــــــة:

من أجمل قصص وعبر من الحياة لما بها من حكم كثيرة وعبر ينبغي علينا الأخذ بها بحياتنا….

بينما كنت بالعمل بالساعات الأولى وردني اتصال من أهلي، أجبت على الفور وإذا بهم يستدعوني في الحال، كانت جملة واحدة من أفواههم كفيلة بأن تجعلني أترك كل ما بيدي وإن كلفني كل شيء وأهرول إليهم، لقد توفيت زوجتك! تعال في الحال.

لم أدري كيفية وصولي لسيارتي ولا كيفية وصولي للمنزل من الأساس، كل ما أتذكره صدقا في هذه اللحظات أنني شعرت وكأنني تلقيت رصاصة بمنتصف قلبي، رصاصة سكنت بقلبي لا هي تسببت بموتي وكانت سببا في راحتي ولكنها سكنت بقلبي وسببت لي ألم عظيم عمره بطول العمر كله!

زوجتي قبل رحيلها عن الحياة بشهر واحد وحسب أصيبت بأورام، أيقنت مدى خطر إصابتها ولكني ما لم أتوقعه نهائيا أن تتركني وترحل بعد ثاني جلسة للكيماوي، لم يخطر ببالي يوما أنني سأواريها تحت التراب بيداي، بعدما انتهينا من الغسل وتشييع جثمانها ودفنها والعزاء عدت لمنزلنا وأخذت أقلب بناظري في كل ركن من أركان المنزل، كنت أرى ذكرياتنا جميعها تواردت أمام عيناي، لم أعلم حينها لماذا يحدث ذلك معي!

حالي كحال كثيرين بكل أسى، سيطرت علي أفكار كثيرة وأسئلة أكثر لم أجد لها إجابة على الإطلاق، كل شيء يحدث لنا وراءه حكمة، ولكن ما الحكمة من وفاة زوجتي تاركة وراءها طفلين أكبرهما لم يذهب للصف الثاني الابتدائي بعد؟!

في هذا اليوم توضأت بالمنزل وذهبت للمسجد ولأول مرة بحياتي لأصلي صلاة العشاء، وما إن انتهينا من صلاة الفرض حتى لمحت رجلا يجلس بجانبي وجهه يشع منه النور عليه من الثياب البيض ما يقر عين الناظرين، وضع يده على صدري وقال: “يبدو أن قلبك يحمل من الهموم ما لا يطيق”، نظرت إليه ولكني لم أدري بماذا أجيب، فأكمل قائلا: “أتشتري مني سحر؟!”

هنا نهرته قائلا: “حدود الله بيني وبينه ألا تعلم أنه من الكبائر؟!”

فابتسم الرجل وقال: “إنه سحر بمفعوله وليس سحرا كما ظننت، إنه السحر الحلال ألا وهو الدعاء”.

فسألته وكنت أجهل تماما ما يقصده: “وماذا يفعل هذا الدعاء والذي مفعوله مفعول السحر؟!”

فأجابني الرجل قائلا: “يحل العقد ويريح القلب من همومه ويشفي جراح الروح”.

فسارعته قائلا: “أستحلفك بالله أن تدلني عليه”.

فقال الرجل: “كل ما عليك فعله هو ترديد هذا الدعاء على قدر الهم الذي تشعر به والثقل الذي تحمل والضيق الذي يخيم على صدرك… اللهم يا مسهل الشديد وملين الحديد و يا منجز الوعيد و يا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع طريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ربي لا تحجب دعوتي ولا ترد مسألتي  ولا تدعني بحسرتي ولا تكلني إلى حولي وقوتي بل إلى حولك وقوتك، يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد، اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك.. وبعد الدعاء تدعو خالقك بكل ما تريد وتبتغي، أعدك بأنك سترى المعجزات التي ستنير حياتك التي باتت في ظلام”.

لم أدري حينها لماذا شعرت وكأن شيئا تحرك بداخلي، لقد شعرت وكأن الرجل ألقى بداخلي نور أنار به الظلمات، ولكني ومع كثرة الأحزان التي طبقت أضلعي وانشغالي تناسيت، ولكن ذات مرة وفجأة قررت أن أجرب طريقة الرجل، داومت على الاستمرارية في الدعاء طيلة عام كامل.

كان أهلي مصرين على زواجي بأخرى، كنت أرفض على الدوام وعلى الرغم من رفضي القاطع إلا إنهم لم ييأسوا مني، وازداد منهم طلبهم والإلحاح عليه، كانوا يتحدثون إلي إن يكن زواجي لأجل نفسي فليكن لأجل أولادي الصغار؛ وبالفعل تزوجت امرأة مطلقة، كانت على قدر عالٍ من الجمال الفائق ولكنها طلقت بسبب أنها لا تنجب الأولاد، كانت طيبة القلب ولينة وقريبة من الناس أجمعين، كان لها قلب طيب تلين له الأحجار الصلبة من شدة ليونته وجماله.

بكل صدق شيء ما بداخلي جعلني أسأل عن طليقها، فوجدته رجلا محترما للغاية مما جعلني أسألها عن سبب طلاقها، فكانت إجابتها صادمة بالنسبة لي لقد كانت هي من طلب الطلاق لكي يتمكن من الزواج بأخرى والإنجاب منها، علقت بأنه من أبسط حقوقه عليها أن يفرح بذرية له.

كانت زوجتي سببا في تغيير كل شيء من حولي للأفضل، فأولادي تبدل بكائهم الطويل إلى ضحكات عالية، وأصبحت هيئتهم ومظهرهم المهندم طابعا على مدى اهتمام زوجتي بهم، حبها لهم لم يكن مزيفا ولا مصطنعا، وبيوم من الأيام على عكس العادة اشتد الألم على زوجتي فذهبت بها للطبيب الذي بشرنا بأنها حامل!

أيقنت حكمة الله سبحانه وتعالى من وفاة زوجتي، وذات يوم علمت بأن طليق زوجتي تزوج بامرأة مطلقة أيضا لديها ابن وكان طليقها شارب للخمر لاعبا للميسر كان على الدوام يهينها، هنا اتضحت أمام عيني الصورة زوجتي الجديدة رحيمة بصغاري تتفاني بالاهتمام بهم والاعتناء حريصة كل الحرص على تعليهم أصول دينهم، وهنا كانت مكافأة الله لها بأنها باتت حامل، وحينما جاء موعد ولادتها أبت أن تعطيني أولادي لكي تستريح من آلام الولادة وقالت لي حينها والوجع واضح على ملامحها: “كلهم أولادي ولا فرق بينهم، لقد اتقيت الله فيهم لذا منحني ربي ما حرمت منه وعوضني بك زوجا صالحا  لي ووهبني منك ذرية إن شاء تكون صالحة مثلك”.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ مزيدا من قصص وعبر من خلال:

قصص وعبر صدقا من أجمل ما ستقرأ يوما!

وأيضا/ قصص وعبر بعنوان لا شيء يؤلم كدموع القهر!

قصص وعبر تلمس عاصرنا الأليم

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى