[the_ad id="40345"]
قصص طويلة

قصص طويلة بعنوان وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان

وَعن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ. رواه الترمذي.

وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، حينما نحسن لبشر مثلنا نجد منه الإحسان إحسانا فما بالنا حينما نمتثل بأوامر وتشريعات خالقنا سبحانه وتعالى؟! فطوبى من ينتهج الإحسان نهجا لحياته.

القصـــــــــــــــــــة:

من أجمل قصص طويلة بموقعنا على الإطلاق لما بها من الكثير من القيم والأخلاق المثلى التي حثنا عليها ديننا الحنيف….

في بداية حياتي حينما كنت صغيرة كنت أعيش مع جدتي والدة أبي، جدتي لم تكن متعلمة على الإطلاق لم تكن قد ذهبت في صغرها لمدارس أو تلقت تعليما، ولكنها كانت تمتع بقدرة وهبها الله سبحانه وتعالى كانت تنعم بالحكمة والفطرة السليمة وكان قلبها عامرا بالإيمان لدرجة أنها كانت تحفظ كبار السور وصغارها من القرآن الكريم ولم تكن تعلم كيفية القراءة من المصحف من الأساس!

كنت أتخذ من جدتي قدورة في سائر أمور حياتي، فلطالما أعجبني حسن تصرفها وسرعة البديهة التي كانت تمتلكها، أحيانا كثيرة لا حصر لها كانت تمر علينا ظروف اقتصادية سيئة للغاية، حالنا كحال كثيرين من البيوت المصرية وترجع هذه الظروف السيئة لكثير من الأسباب كأن يتأخر عمي علينا في إرساله للمال الذي يرسله كل شهر وربما تعذرت به الأسباب أو السبل فلم يرسل إلينا من الأساس.

كانت جدتي في كل الظروف السيئة تتمكن من تدبر أمرها وأمر المنزل بأكمله، ربما مرت علينا الأزمة وما شعرنا بها من الأساس، كانت حنونة عطوفة لأبعد الحدود حريصة كل الحرص على تعليمنا ولاسيما حفظنا للقرآن الكريم.

أزمة لا تنسى:

ولكن في إحدى الأيام مرت علينا أزمة لا مثيل لها على الإطلاق، وهذه المرة بالأخص كانت جدتي أيامها مرتبطة بالكثير من الالتزامات ولم يكن في الحسبان حينها إطلاقا ما حدث لها، استلمت المال الذي أرسله العم لنا، وذهبت به كاملا للسوق لتشتري بعض الأغراض، وإذا بها فجأة تجد أن المال بأكمله فقدته دون أن تشعر، ربما تعرضت للسرقة وربما أضاعته قبل أن تشتري أي شيء من السوق!

أتذكر هذا اليوم جيدا كنا قد عدنا من المدرسة، دخلت للمنزل وهي شاردة الذهن ولم تكن تبدي أي رد فعل كعادتها معنا، ألقت نظرة خاطفة علينا ليطمئن قلبها بعد عودتنا من المدرسة، ودخلت بعدها على الفور لغرفة نومها وتوجهت لخزانة ملابسها وأخرجت آخر مال متبقي معها على الإطلاق.

كانت حينها عشرة جنيهات، أمسكتها بيدها وغرقت في تفكير عميق حينها، ولا يمكنني أن أنسى حالتها يومئذ لقد تسمرت قدميها وهي تنظر للعشرة جنيهات، ومن شدة تركيزها أيقنت أن هناك جبلا من الهموم المحمول على أكتافها وأنهار من الأفكار والحسابات المعقدة التي تمر بعقلها.

ولأول مرة في حياتي أرى الدموع في عيني جدتي والتي طالما كانت قوية صلبة للغاية لا يمكن أن يقهرها أو يحزنها شيء على الإطلاق، كانت دموعها دموع الحيرة والعجز، وفجأة مسحت دموعها بيديها ونظرت إلي قائلة: “أريد منكِ أن تساعديني فيما سأفعله الآن”.

كانت تتحدث إلي وكلها فجأة حماس وكأنها تخطط لشيء ما، وما كانت تخطط له أصابني بالذهول لقد كدت أن أفقد عقلي فبعد كل هذه الحيرة والعجز تفكر فيما فكرت فيه، لقد طلبت مني جدتي أن آخذ العشرة جنيهات وأنزل للسوق وأشتري بها عشرون بيضة ونصف كيلو عدس أصفر.

في البداية اعتقدت أنها تريده لنا، وأنها ستخزنه بالمنزل من أجل الضائقة التي نمر بها، ولكنها شرعت بكل حب وإتقان طبخ العدس الأصفر لدرجة أن رائحته الذكية عبأت علينا المنزل بأكمله، وسلقت البيض وأعدت أوراقا صغيرة بها بعض الملح والكمون، وقامت بتسخين الكثير من أرغفة الخبز، وحملت كل ذلك ونحن نساعدها ونزلت للحي لتطعم الفقراء والمحتاجين به.

لقد كدت أن أجن من هول ما تفعله جدتي، يومها لم نكن قد تناولنا الطعام من الأساس، وجدتي اشترت بآخر مال لديها وليتها أطعمتنا إياه بل وزعته جميعه على الفقراء بالحي، ظننت أنها قرأت في عيني كل هذه الأفكار ألم أخبركم من قبل أنها ذكية وسريعة البديهة، وجدتها تقترب مني وتهمس بصوت خافت: “اصبري حبيبتي وستري”!

يومها شعرنا بالتعب الشديد لدرجة أننا لم نشعر بجوعنا، وما إن عدنا للمنزل قبيل آذان العصر جميعنا ذهبنا للنوم، وغصنا في نوم عميق أيقظنا منه صوت طرقات عالية على الباب، هرعت جدتي للباب لتجده ولدا صغيرا ممن يبيعون بالسوق يحمل بيدها كيس النقود الخاص بها!

لقد سقط كيس نقود جدتي أمام محله وعندما أراد أن يلحق بها كانت قد اختفت في الزحام، لم يستطع ترك محله فاحتفظ بالكيس وبعد انتهاء السوق صار يسأل البائعات عن مواصفاتها فأرشدنه البائعات على منزلها، كانت حينها سعادتنا لا توصف، نظرت إلي جدتي وابتسمت.

وما زاد سعادتنا للأضعاف مضاعفة حينما زارنا صديق لعمنا كان معه ببلاد الخارج قبيل آذان المغرب وهو يحمل الكثير من الهدايا والحلويات اللذيذة، وكان قد أعطى جدتي مبلغا من المال كان قد اقترضه من عمي، اقتربت مني جدتي وقالت: “أريدك أن تعلمي شيئا ما أجمله يا ابنتي، إن إطعام الطعام يزيح النقم، وكلما أحلت بكِ ضائقة اهرعي لإطعام فقير ومحروم، تجدي الله سبحانه وتعالى بجلاله يحنو عليكِ”.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ مزيدا من قصص طويلة:

قصص طويلة للاطفال 

وأيضا: قصص حب واقعية رومانسية طويلة 

قصص طويلة مضحكة مصرية

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى