[the_ad id="40345"]
قصص أطفال

قصص أطفال بعنوان البطيخة الحمراء

إن سرد القصص لأطفالنا يعتبر من أهم الوسائل التربوية في حياة الطفل، حيث أنها تلعب دورًا كبيرًا في شد انتباه الطفل ويقظته الفكرية والعقلية، كما أنها تحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة بعقل الطفل، وذلك لِما لها من متعة ولذة لا توصف، ويمكنك لمس ذلك بنفسك في القصة التي تسردها لطفلك الصغير فإنك تجده مشتاقًا إليها منتبهًا معها، والأهم من كل ذلك أنه مهما تمر عليها الأيام الطوال إلا إنك تجده يعيد لك القصة بأحداثها ونبراتها وطريقة ذكرها كليا.

ومن أهم النصائح التي يمكننا تدوينها هنا على منصتنا أن القصة لا يمكنها أن تنقطع في أي مرحلة من مراحل أعمار أبنائنا سواء كانوا صغارا أم كبارا، ولكن تختلف في طريقة السرد والمحتوى، وأنجح الأسر تلك الأسر التي تنتقي قصصها بعناية فائقة.

إليكم اليوم بقصة عن البطيخ!، فاكهة الصيف الشهية اللذيذة الغنية بالمياه، التي لم يختلف على حبها الصغار ولا الكبار، علاوة على شكلها المحبب السار للناظرين، فقشرتها خضراء ملساء مموهة بالخطوط الجميلة، أما داخلها فيسوده اللون الأحمر وتتوغل بداخله البذور السوداء في تناسق تام بين اللونين الأحمر والأسود ليشكلا بذلك منظرا ظريفا وجميلا للغاية.

قصــــــــــــــــــة البطيخ الأحمر:

من القصص الآسيوية الأسطورية جميلة وممتعة للغاية…

يحكى أنه في قديم الزمان في فيتنام كان يعيش ملكا عادلا رحيما بشعبه يملك العديد والعديد من الأبناء، وفي يوم من الأيام وصله خبر بأن أحد الأمراء الصغار لا يتمتع بخلق جيد وحسن مع الناس من حوله، فأمر الملك أن يجعلوه في جزيرة نائية وحيدا يفكر في سلوكه وأفعاله.

وبالفعل ترك الأمير الصغير وحيدا على جزيرة بمنتصف البحر، لم يأبه الأمير الصغير بما فعلوه به ولاسيما بعد رحيلهم عنهم، فقرر اللعب والاستمتاع بوقته كاملا، وبالفعل أخذ يلعب ويلهو على الجزيرة حتى اقترب مغيب الشمس حينها عهد لبناء مأوى له باستخدام فروع وأوراق الأشجار ليحميه من أي شيء.

نام طيلة الليل بلا خوف ولا قلق، وعندما حل الصباح استيقظ واتجه لأشجار الجزيرة فأكل وتلذذ بفواكهها وشرب من مياه النهر التي بمنتصفها؛ وتواترت الأيام والأمير الصغير يفعل ما يفعله كل يوم، فيصطاد سمكا من البحر ويقوم بشويه على النار ويأكل من الثمار الشهية ويشرب من مياه النهر العذبة، ولازال على هذه الحالة حتى جاء اليوم الذي عثر فيه على شيء جديد كان سببا في سعادته ونشوته وإصراره على إحداث فارقا بحياته.

في هذا اليوم كان الحر شديدا للغاية، فذهب الأمير الصغير للأشجار وأخذ يبحث بينها عن فاكهة تخفف عنه شدة الحر الذي يعانيه، وإذا به يلاحظ شيئا غريبا، لقد وجد ثمارا ضخمة ذات قشور خضراء ملساء، قطف واحدة منها ليرى ما هي، ولكنها ولثقل وزنها سقطت من يده وتدحرجت حتى ارتطمت بصخرة فانفلقت نصفين، وظهر لونها الأحمر الأخاذ وبعض بذورها السوداء المتناسقة.

اقترب الأمير الصغير منها وهو في حالة ذهول من جمال منظرها، ولكنه أخذ يراوده سؤالا هل من الممكن أن يأكلها أم أنها غير صالحة للأكل، وقرر أن يتذوق شيئا يسيرا منها وينتظر الذي يحل له.

لقد كان مذاقها غاية في الروعة، ولم يحدث له أي شيء، فبات كل يوم يبحث له عن ثمرة بطيخ شهية ولذيذة، ومن ثم بات يفكر في طريقة للخروج من الجزيرة النائية، ففكر أن يصنع من قشر البطيخ قواربا صغيرة مكتوب عليها عبارات استغاثة ربما يجدها أحدهم فيحاول إنقاذه.

وبالفعل رآها بعض الرجال على سفينة وهموا باتباعها وإنقاذ صاحبها، ووصلوا للجزيرة فوجدوه صغيرا وحيدا، فأخذوه معهم وهم الأمير الصغير بأخذ ثمار البطيخ والبذور التي جمعها، وسرد عليهم قصته مع والده الملك أعجب مالك السفينة بذكائه وقدرة تحمله على الرغم من صغر سنه، فقرر أن يعقد معه صفقة.

وافق الأمير الصغير على الصفقة والتي كانت تنص على بقائه برفقتهم على متن السفينة طيلة ثلاثة شهور يتعلمون من ذكائه ويستفيدون من قدرة تحمله، ومن بعدها يعيدونه للمكة عند والده الملك.

وبالفعل تواترت الأيام والأمير الصغير كان يشعر بسعادة بالغة بصحبة البحارة، وكان في كل يوم يتعلم شيئا جديدا ويضيف لمساته فقد كان يتسم بالذكاء الحاد، كما أنه قام بزراعة بذور البطيخ في بلاد البحارة، وحينما أتم الثلاثة شهور أعادوه لوالده الملك، دخل مملكته بفاكهته المفضلة الجديدة والتي لم يكن يعلمها أحدا من قبل.

أعجب والده الملك كثيرا بمذاقها الرائع، أمر رجاله بزراعتها بكل أرجاء المملكة لينعم شعبه بأكلها والتلذذ بمذاقها ولاسيما بالأيام شديدة الحرارة، استضاف الملك البحارة وشكرهم على كل ما قدموه لابنهم الصغير، سرد عليهم كبيرهم بمدى قصص وأساطير تدل على مدى ذكاء صغيره وأنه ولد ليكون ملكا حاكما بيوم من الأيام.

كلمات البحار أثرت بالملك كثيرا وجعلته يندم على سوء حكمه بابنه، كان الأمير الصغير في يوم من الأيام يعيش في قصر فخم للغاية لا ينقصه شيء على الإطلاق، ولكنه لم يكن أي احترام لأي أحد سواء كان صغيرا أو كبيرا، وقسوة والده الملك عليه جعلته يتعلم أعظم الدروس التي من الممكن أن يتعلمها بكامل حياته.

لقد بات عاشقا لمساعدة الغير، وبات من أعظم المكتشفين حول العالم علاوة على إصراره الدائم في تطوير مملكة والده وجعلها الأفضل على الإطلاق.

ولقراءة المزيد من قصص الأطفال المفيدة والمعبرة لصغارنا يمكننا من خلال:

3 قصص أطفال تعليمية هادفة

وأيضا: قصص أطفال قراءة

وأيضا: قصص أطفال جديدة جداً

 

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى