[the_ad id="40345"]
قصص أطفال

قصص أطفال بعنوان درس قاسي والسبب مملكة النمل

مما تم ملاحظته أن الأطفال الصغار يستجيبون بشكل أفضل للقصص، فمعظم الآباء والأمهات يستخدمون القصص كأداة فعالة لتعليم كل ما يرغبون تعليمه لصغارهم من أخلاق حميدة وسلوكيات قيمة.

هناك علاقة وثيقة بين سماع الطفل للقصص وبين زيادة مفرداته اللغوية، وجعله اجتماعيا أكثر متفاعلا مع من حوله، يزداد ثقة في نفسه يوما تلو الآخر ولاسيما عند تشجيعه على القراءة بمفرده وتمثيل القصة بأحداثها وسردها بطريقته الخاصة وبأسلوبه الفريد.

إن القصص هذا النوع من الأدب يملأ كل مكان من حولنا وينتظر من يسرده للإفادة بما جاء فيه، وفي موقعنا هذا نوفر الكثير والكثير من القصص المفيدة القيمة لأبنائنا الصغار، كل ما عليكم اغتنامها وسردها على مسامعهم.

القصـــــــــــــــــــة:

في يوم من الأيام كان هناك طفلا صغيرا يبلغ من العمر ثمانية أعوام، وقد كان كسولا للغاية لا يرغب في أداء أي مهام لدرجة أنه كان يتكاسل عن اللعب الذي يأثره كثير من الأطفال بسنه.

كلما طلبت منه والدته أن يفعل شيئا تثاقل عنه، وعلى الرغم من حزن والدته طوال الوقت من أفعاله ولمسه لحزنها إلا إنه لم يحاول أن يغير من نفسه، وعلى الرغم من شكوى والدته المتعددة لوالده وحث والده له على عمل المطلوب منه والاجتهاد في مذاكرة دروسه إلا إنه كان دوما بلا تأثير عليه.

يأس الأم والأب من حال ابنهما الوحيد وصارا يبحثان عن أي حل لمعالجته فطبع الكسل لا يمكن استئصاله من النفس البشرية ولاسيما عندما يتعود عليه الإنسان من صغره، صارت والدته تدعو له بالصلاح والفلاح في كل فرض من فروض الصلاة، بل وتطور بها الأمر بأن باتت تستيقظ في وقت السحر لتدعو لخالقها وتتضرع إليه ليغير لها شأن ابنها الوحيد.

وفي ليلة ما كان الطفل يضجع على السرير ويشاهد فيلما كرتونيا عن مملكة النمل، كان يأكل النقانق ولا يأبه بما يقع منه على سريره، لم ينظف مكان نومه ولم يضع بقية طعامه بالمطبخ، بل ترك كل شيء على مكانه كما هو!، كانت هذه طباعه والتي عجز والديه عن تغييرها.

وقف الطفل بعيدا يراقب موكب ملكة النمل، ذلك الموكب الذي كان محملا بشتى أنواع وأصناف الطعام الشهية اللذيذة، كان جميع النمل يسير بانتظام واصطفاف وكأنهن جنود، كن يمشين بإتقان عجيب للغاية.

وجد الطفل فريقا من النمل مهمته الوحيدة خدمة بقية النملات، كما أنه رأى بعض النملات يقمن على الاهتمام بالبيض وصغار النمل ولا يغادرن المكان على الإطلاق؛ لاحظ الطفل أيضا فريقا من النمل يختصون بإيصال أوامر الملكة ولا يفعلن شيء آخر سوى توصيل المعلومات، وجد الجميع يعمل في سعادة ورضا وكل مهتم بما عليه من أعمال لا يضجر ولا ينظر لغيره، كان الجميع يعمل بلا كلل ولا ملل ولا حتى شكوى.

وجد الطفل نفسه يراقب تحركات جميع النمل من حوله ومكث وقت طويل على هذا الحال وبداخله تدور العديد والعديد من الأفكار، وبينما ينظر ويحلل أفعال النملات من حوله إذ به يلاحظ نملة كسولة لا تفعل شيئا سوى الوقوف، كانت لا تفعل أي شيء إلا الوقوف والجلوس والنوم، وظلت على هذه الحال حتى أتاها الرد بدون مقدمات، فجأة ودون سابق إنذار تجمع من حولها مجموعة كبيرة من النمل حملوها وقاموا بإخراجها من الجحر بقوة وعنف، وما إن انتهوا من مهمتهم في التخلص من النملة الكسولة عادوا جميعا على الفور إلى أعمالهن.

وقع في قلب الطفل حينها خوف شديد من أن يكون مصيره كمصير هذه النملة الكسولة إذا ما رأته إحداهن بداخل جحرهن، فخبأ نفسه جيدا ولم يصدر أي صوت ولكنه ظل يراقب الموقف بأكمله من حوله ويتعلم من مملكة النمل؛ وما إن هدأت الحركة من حوله جاءته النملة الصغيرة التي خبأته من البداية بداخل الجحر وأعلمته بصوت خافت بأنه أنسب وقت للخروج من الجحر دون أن يلاحظه أحد بمملكة النمل.

قالت له النملة الصغيرة بصوت خافت للغاية ومتقطع: “أعلم يقينا بأنك خائف وترتعد فرائصك، لقد كنت أرقبك طوال اليوم أثناء عملي، لقد خشيت عليك ولاسيما بعد ما فعلوه بالنملة الكسولة، إنها نملة ومن عشيرتنا ولكنهم لم يرحموها لمجرد كسلها فما بالك بك وأنت دخيل على المملكة وتشكل خطرا داهما علينا جميعا؟! لكني أعلم أنك طيب القلب، سأخرجك من الجحر في أمان ولكن إياك أن تعود هنا مرة أخرى حيث أنني حينها لن أملك لك شيئا، وسيتوجب عليك مواجهتهم جميعا”!

خرج الطفل من الجحر راكضا بسرعة فائقة، من شدة سرعته سقط على الأرض وفي نفس ذات الوقت استيقظ من نومه على صوته أمه وهي تناديه لتوقظه من نومه، أغلق الطفل التلفاز وظل يفكر في الدرس القاسي الذي رآه بالمنام، ظل يفكر في الدروس المستفادة واتخذ القرار الذي غير كامل حياته، كان القرار الذي اتخذه أن يترك الكسل نهائيا وألا يعود إليه مرة أخرى.

نهض الطفل من على فراشه وأول ما فعله قام بترتيب حجرة نومه كاملة، ولم يبقي شيئا منها إلا كان نظيفا للغاية، وعندما رأتها والدته تعجبت من أمره واحتضنته بشدة، لم تصدق عينيها من شدة الفرح وأيقظت والده ليرى التغيير الطارئ على صغيره، فكافئه والده بطريقة جعلته ينبذ الكسل طوال حياته، وعندما كبر صار من المتفوقين الناجحين.

وللمزلد من قصص أطفال يمكننا من خلال الروابط الآتية:

3 قصص أطفال هادفة مكتوبة من أجمل ما ستقرأ يوما لصغارك

وأيضا: 3 قصص أطفال تعليمية هادفة 

قصص أطفال مكتوبة هادفة قصيرة جدا ومفيدة لأبنائك للغاية

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى