[the_ad id="40345"]
قصص طويلة

قصص طويلة بعنوان تحويل التراب إلى ذهب!

يمكننا أن نعلم جميعنا أنه من خلال صفحات الكتب نكتشف عوالما جديدة، وكذلك نتعرف على شخصيات ملهمة، ونخوض مغامرات لا تنسى.

إن القراءة لها العديد من الفوائد، والتفاعل مع الكتب ينمي مهارات اللغة والتفكير النقدي لدينا، ويثري مفرداتنا و كذلك قدرتنا على التعبير.

القصــــــــــــــــــــــــة:

أجمل قصص طويلة على الإطلاق…

لو كنت من الذين يتمنون دوما تحويل التراب إلى ذهب فأحب أن أخبرك بأنك لست وحدك من تمتلك هذه الأمنية، فعلى مدار سنوات طويلة مضت كان هناك الكثيرون ممن يقضون أوقات طويلة للغاية في محاولات مستميتة لتحويل التراب إلى ذهب، وقد أطلق على هؤلاء الأناس بالكيميائيين؛ وعلى الرغم من خوض الكثير من التجارب إلا أن هذه الأمنية لا تزال أمنية في الواقع ولكن هل من الممكن حقا تحويل التراب إلى ذهب?!

في زمن بعيد عاش شاب مع زوجته والتي كانت تحبه حبا كثيرا بإحدى القرى البسيطة المتواضعة، ومن شدة حبها لزوجها كانت تخشى عليه من أمر واحد ولا يمكنها مساعدته على الإطلاق، لقد كان زوجها يمكث وقته كاملا في محاولات بإصرار وجدية لتحويل التراب إلى ذهب، كما أنه كان ينفق ما لديه من مال ولا يملك الوقت للعمل من أجل توفير نفقات البيت.

وبيوم من الأيام قررت الزوجة التحدث إلى زوجها بخصوص كل ما يقلقها ويكدر عليها عيشها، فقالت له: “يا زوجي العزيز أراك تحاول طوال اليوم ليلا ونهارا تحويل التراب إلى ذهب، أخشى عليك كثيرا فأنت تعلم يقينا أنني أحبك وكل ما أرجوه منك أن تقلع عن هذا الفعل، وعلى الرغم من اتباعها أسلوب حوار راق وعقلاني إلا أن رد زوجها أفحمها لقد صعق في وجهها قائلا: “إن كل ما أفعله أفعله لأجلك، ويوما ما ستشكرينني على كل ما أفعله”.

خشيت الزوجة أن ترد على زوجها في الحال ولكنها كانت في قرارة نفسها تعلم أنها لن تعيش مع زوجها حتى ترى بعينها ما يمني به نفسه، كانت توقن الزوجة بأنها في حاجة ماسة للمساعدة فذهبت إلى والدها تشكو إليه ما تعانيه من زوجها ومن أفعاله وتعبر عن مدى قلقها إذا استمر زوجها على نفس نهجه مصرا على رأيه، فقالت لوالدها والدموع في عينيها: “يا أبتي إن زوجي في كل يوم من الصباح للمساء يحاول جاهدا تحويل التراب إلى ذهب، يا والدي لم يتبقى كثيرا من الوقت وسينفذ كل المال الذي لدينا وكلما تحدثت إليه محاولة إقناعه لا يسمع لي”.

فهم والدها ما أرادته وبنفس اليوم ذهب لرؤية زوج ابنته وقال له: “أريد أن أصارحك بسر فهل كتمت هذا السر عني؛ حينما كنت في مثل عمرك كنت كيميائيا مثلك وأردت تحويل التراب إلى ذهب، قضيت سنوات طوال من تجربة إلى تجربة وبعد العديد والعديد من السنوات والمعاناة توصلت إلى السر”.

أضاء وجه زوج ابنته من شدة الفرح وسأله: “هل حقا توصلت إلى السر؟”.

فأجابه والد زوجته والذي كان يتسم بالحكمة البالغة: “نعم لقد توصلت إلى السر، ولكني حينما وصلت إليه كان الوقت قد نفذ مني فكما ترى لقد تقدم بي السن وبات من الصعب علي القيام بذلك، حينها لم أكن أثق بأي شخص أصغر مني”.

وفي هذه اللحظة نظر الرجل الحكيم في عيني زوج ابنته وتحدث إليه مباشرة: “ولكنني الآن وجدت من أثق به ثقة عمياء”.

كان زوج ابنته سعيدا للغاية بما يسمع لقد ترجمت ملامح السعادة والفرح على وجهه كفرحة طفل صغير وأخيرا حصل على ما أراد.

فشرع الرجل الحكيم في إعطائه السر قائلا: “في البداية ثلثي السر يكمن بمسحوق الفضة، وهذا المسحوق ينمو على ظهر أوراق الموز، لذا علينا زراعة بذور الموز في أراضي شاسعة، وأثناء زراعته يجب علينا إلقاء التعويذة السحرية والتي قضيت سنوات طوال في البحث عنها كل يوم، وما إن تستوي هذه النباتات وتنضج علينا إزالة مسحوق الفضة من الجزء الخلفي من كل ورقة والاحتفاظ به جيدا، علينا أن نجمع من هذا المسحوق السحري ما يعادل وزن جنيهين من الفضة”.

قال له زوج ابنته: “ولكن هذا سيحتاج منا المئات والمئات من أشجار الموز”.

فرد عليه والد زوجته الحكيم قائلا: “ولهذا السبب تحديدا كان الأمر يتطلب الكثير من العمل الشاق فعجزت عن فعل ذلك، ولكني الآن يمكنني أن أقرضك كل المال الذي ستحتاجه لاستئجار الأرض وزراعتها والاهتمام بأدق التفاصيل حتى نصل إلى المسحوق الفضي الذي نريد”.

لم يضيع الشاب الطموح ثانية واحدة فأخيرا بات حلمه والذي كان شغفه طوال حياته قريبا بفضل السر الذي سيمكنه من تحويل التراب إلى ذهب، على الفور استأجر قطعة كبيرة من الأرض، وقام بتجهيزها وغرس فيها بذور الموز؛ وفي كل يوم كان يقوم بإلقاء التعويذة السحرية، كان لا يتهاون في الاعتناء بها في كل يوم كان يعمل على إزالة الأعشاب الضارة وإبعاد الآفات والاهتمام الجيد بكل فسيلة بالأرض على الرغم من مدى اتساعها.

ومرت الأيام وما إن باتت النباتات ناضجة واستوت على عودها قام الشاب بإزالة مسحوق الفضة من الجزء الخلفي من أوراقها، ولكنه وجده قليلا للغاية فكان عليه زراعة المزيد من الموز واستغرق الأمر معه بضعة سنوات، ولكنه أخيرا جمع من المسحوق ما يزن جنيهين من الفضة.

ركض إلى والد زوجته مهرولا ليزف إليه البشرى بأنه وأخيرا بات لديه ما يكفي من مسحوق الفضة فما الخطوة التي تليها؟

فأجابه والد زوجته الحكيم: “عظيم للغاية الآن سأعلمك الجزء المتبقي من السر، عليك أن تحضر لي دلوا من التراب من مزرعة الموز التي قمت بزراعتها وعليك أن تأتيني بابنتي معك”.

لم يفهم الشاب ذلك ولكنه فعل ما أمره به والد زوجته ملأ دلوا بالتراب من مزرعة الموز، وعاد لمنزله وطلب من زوجته الذهاب معه وذهب الاثنان إلى منزل والدها.

سأل الحكيم ابنته: “يا ابنتي عندما كان زوجك يحفظ المسحوق الفضي ماذا فعلت أنت بالموز؟”

فأجابته ابنته: “لقد كنت أقوم ببيعه واحتفظت بجميع الأموال”.

فسألها والدها: “وهل يمكنني رؤية الأموال؟”

فنظرت الابنة إلى والدها واستأذنت منهما وعادت إلى المنزل وبعد قليل من الوقت عادت إليهما تحمل حقيبة تحوي الكثير من العملات الذهبية؛ اخذ الأب الحكيم دلو التراب وألقاه على الأرض، وسكب العملات الذهبية أيضا، فجعل التراب كومة واحدة وفي مقابله كومة الذهب، ونظر إلى صهره قائلا: “هل رأيت الآن كيف بإمكانك أن تحول التراب إلى ذهب؟!”

وأخيرا تعلم الشاب درسا قيما للغاية أنه لا يمكن لأحد أن يحول التراب إلى ذهب إلا من خلال العمل الجاد والصبر والجلد على العمل.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص طويلة من خلال:

قصص طويلة بعنوان رحلة من الزواج وحتى الانفصال!

وأيضا/ قصص طويلة بعنوان يوم لن يمحى من الذاكرة!

قصص طويلة ومضحكة لن تندم على قراءتها مطلقا

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى